معاناة أم نـبـيـل
يجلس نبيل في المقهى ينتظر صديقه علي. وما هي إلاّ لحظات
حتّى يأتي علي. فيقول لنبيل:
علي: السلام عليك.
نبيل: وعليك السّلام.
علي: ما لك متجهّم الوجه؟
نبيل: أختي يا علي!
علي: ما بها؟ ماذا حصل؟
نبيل: البارحة وهي عائدة إلى المنزل
اعترضها متسكّعان وافتكّا منها هاتفها وحافظة نقودها ولاذا بالفرار.
علي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله. الله
يعوّض عليها ما افتكّ منها.
نبيل: المشكل ليس في فقدان الهاتف وحافظة
النقود.
علي: وفي ماذا المشكل إذا؟
نبيل: لمّا انتشلا منها الهاتف وحافظة
النقود بقوّة سقطت على الرّصيف على وجهها.
علي: يا لطيف! يا لطيف! وهل أصابها
مكروه؟
نبيل: حملناها إلى المستشفى، فتبيّن أن لها كسر في
أسنانها وأنفها.
علي: اللهمّ لا نسألك ردّ القضاء ولكن
نسألك اللطف فيه. اللهمّ ألطف بها يا ربّ! لا شكّ أن الأطبّاء سوف يبذلون ما في
وسعهم وتعود معافاة بإذن الله.
نبيل: كلّ أفراد العائلة متحيّرون عليها
وخاصّة أمّي.
علي: ولماذا الخوف هي الآن في أيادي
أمينة وسيقوم الأطبّاء بما يلزم.
نبيل: أمّي لا تثق في الأطبّاء وتعتبرهم
تجّارا يبحثون على المال وليس على صحّة المريض. وهي تريد إخراجها من المستشفى.
علي: وما هي دوافع هذا الموقف؟
نبيل: توفّي أبوها بسبب إهمال طبّي؟ ومنذ
ذلك الوقت وهي ناقمة على الأطبّاء.
علي: ولكن إن حصل ذلك مرّة، لا يعني أنّه
سوف يحصل دائما.
نبيل: قلنا لها ذلك ولكن مازالت تحت تأثير
الصدمة. مرضت عديد المرّات ورفضت مقابلة أي طبيب.
لمّا كان نبيل
وعلي يتحدّثان انضمّ إليهما صديقهما عبد الرّحمان:
عبد الرّحمان: السّلام عليكما.
علي: أهلا عبد الرّحمان كيف حالك؟
عبد الرّحمان: الحمد لله.
علي: أخونا نبيل في مشكل يا عبد الرّحمان.
عبد الرّحمان: خيرا إن شاء الله.
علي: أخته تعرّضت لعملية نشل سقطت على
إثرها وتضرّرت وهي ترقد حاليا في المستشفى، وأمّه تريد إخراجها من المستشفى لأنها
تخاف من الأطبّاء ولا تثق فيهم.
عبد الرّحمان: ولماذا تخاف من الأطبّاء؟
علي: السبب هو أن والدها توفّي نتيجة
إهمال طبّي.
عبد الرّحمان: إذا هذا خوف مرضي. ولا بدّ من أخذها إلى طبيب نفسي.
نبيل: نحن نقول لك هي تخاف من الأطبّاء
وتكرههم وأنت تقول نأخذها إلى طبيب نفسي.
عبد الرّحمان: هناك حلّ.
نبيل: ما هو؟
عبد الرّحمان: نأتي لها بطبيب نفسي إلى المنزل إلى اعتبار أنه صديق
دون أن نقول لها أنّه طبيب.
نبيل: فكرة رائعة. لنبدأ في تنفيذ الفكرة
حالاّ.