"أن نحسن الحديث أمر جيّد، ولكن أفضل منه أن نحسن
العمل."
يبدو الإنسان في بعض الأحيان ملاكا، وأحيانا أخرى يبدو كشيطان. فهو
يغير بسرعة سلوكه وحتّى شخصيته. فإذا أحسن الحديث والفعل فهذا لا يعني أنّه سوف
يحسن الحديث والفعل دائما. فهو يمكن أن يفاجئنا في كلّ لحظة. لنضع جانبا الحديث
السيّئ والفعل السيّئ، فما هو المقصود بـ "أن نحسن الحديث" و"أن
نحسن الفعل"؟
أن نحسن الحديث معناه أن لا نكذب، ولا نجرح إحساس الآخرين،
أن لا نأخذ الكلام وسيلة كي نؤثر على السامعين ونوجّههم في اتجاه لاأخلاقي
ولاعقلاني. كلّ الأحاديث الأخلاقية، والعقلانية، والحكيمة، والتربوية، والعلمية...
تدخل في "الحديث الحسن".
إلى جانب "الحديث الحسن" هناك "الفعل
الحسن". الفعل الحسن هو الفعل الذي يأخذ بعين الاعتبار القواعد الأخلاقية،
بتعبير آخر هو السلوك الذي فيه إيثار.
لماذا "الفعل الحسن" أفضل من "الحديث
الحسن"؟
الحديث الحسن ليس مُكلفا. أكبر الكذّابين هو بالضرورة متحدّث جيّد. كم من فتاة وقع إغواؤها بمعسول الكلام؟ وهذا لا يعنى أن كلّ حديث مطروح بطريقة جيّدة هو علامة رذيلة. أحيانا نمدح طفلا صغيرا لنشجّعه في دراسته. ولكن رغم التأثير الإيجابي للحديث المشجّع، يبقى السلوك الفاضل هو المؤثر الأفضل. شخص يتصرّف بشكل جيّد هو شخص حكيم، صادق وجدير بالثقة. من يحسن إليك لا يمكن أن يكذب عليك بينما الخطيب يمكنه ذلك وهو ما يفعله عادة.