حسن الولهازي (تونس)
يا ربّ..!. لماذا؟
يا ربّ لقد ضجّت الأرض بما يفعله الإنسان في الإنسان. إن ما
يحصل في الحروب
والسجون
والمعتقلات والدهاليز... أمور يشيب من هولها الولدان.
إنّ ما يتعرّض له البعض هو فوق طاقة احتمال أجسادهم وفوق طاقة احتمال عقولنا. صلب وذبح ورجم وشنق وخنق وتقطيع أوصال وبقر للبطون وجدع للأنوف وسمل للعيون... ماذا أقول؟...... وماذا أعدّد؟.....
هل يعقل يا ربّ أن تسمح بحصول ما حصل ويحصل؟ كيف يحصل هذا فوق أرضك ولا تحرّك ساكنا وكأنّ لا علم لك بذلك؟ أنت الإله الربّ العادل الذي لا تخفى عليه خافية فكيف تسمح بحصول ذلك؟ كيف تسمح بأن يداس الضعيف تحت قدم القوّي؟ كيف تسمح بأن يتفنّن الظالم في تعذيب البريء وقد بلغ صراخه عنان السّماء؟
لا تقل لي يا ربّ إنّك سمحت بذلك من أجل الاختبار والثواب والعقاب. أرجوك!... ليذهب الاختبار إلى الجحيم أمام ما هو حاصل. هل يعقل يا ربّ أن تنصّب معتوها قائدا لتزجّ به بعد ذلك في جهنّم؟ لكن بعد ماذا؟ بعد أن قتل وشرّد وذبح وعذّب الآلاف؟ تضحّي بالآلاف من أجل اختبار مسؤولية شخص؟ أيّة حكمة يا ربّ في ذلك؟ هل يعقل أن تعطي لمجنون سلاحا وتنتظر ماذا سيحصل وكأنّك لا تعرف ما سيكون؟ إذا سمحت بحصول ما حصل من أجل الاختبار... فاسمح لي يا ربّ أن أقول لك إنّها مهزلة! هل كلّ هذا الهرج والمرج من أجل الاختبار؟ لماذا لم تتكرّم علينا بدخول الجنّة وتريحنا من هذا الشقاء وتريح نفسك من عقابنا؟ أي ضير في ذلك؟ ماذا ستخسر لو تكرّمت وفعلتها؟
يا ربّ نحن جهلة، فأرفق بحالنا وانظر إلينا نظرة الأب الرّحيم لأبنائه القصّر ولا تعاندنا فنحن صنعة يديك... يا ربّ إن الحيوان القويّ يحنّ على الحيوان الضعيف ولا يأكله بل يدافع عنه... فهل ستعلّمك مخلوقاتك ما يجب عليك فعله؟ يا ربّ كيف تعجز عن إيجاد أفضل ممّا هو موجود؟
ولكن لماذا استغرب من صمتك على ظلم الإنسان للإنسان... والحال أن هناك ظلم آخر أنت المسؤول عنه إن لم أقل المتسبّب فيه:
ماذا تسمّي موت امرأة حامل في عسر ولادة وهي تقدّم للعالم صنعة يديك وما يشهد بعظمتك؟
ماذا تسمّي ولادة البعض عميانا وصمّا وبكما؟
ماذا تسمّي لدغ حيّة لشابّ جميل يستعدّ للزواج، فيغدو جثّة هامدة وتفجع أمّا في فلذة كبدها وخطيبة في فارس أحلامها؟
أي ذنب اقترفه الأبناء حتّى يرثوا أمراضا كالسكر وضغط الدم وعدّة عاهات أخرى؟
أي ذنب ارتكبه الرّعاة الذين تجرفهم سيول الأمطار الغزيرة؟
بأيّ حق تحصد الزلازل مئات الأرواح في لحظات؟
بأيّ حقّ تحصد الأوبئة عشرات الأشخاص؟
أنا لا أفهم هذه الحكمة يا ربّ!
إذا كان السبب في هذه المصائب هو الشيطان ولست أنت فلماذا تخلق هذا الكائن اللعين؟ ألا يعتبر هذا الخلق بثّا للفوضى وتشجيعا على الجريمة؟
ثمّ أنا لا أفهم مجريات الاختبار وأحكامه مع هؤلاء المساكين الذين يولدون معاقين وعميانا وصمّا وبكما؟ إذا سلّمنا بأن هذه الإعاقة عقابا فلماذا يولد المعاق معاقبا ولم يفعل شيئا بعدُ؟
لا تقل هذه حكمة لا تفهمها. فخلقك لنا لا يعطيك الحقّ في أن تسوقنا كالنعاج. يا ربّ إن المربّين إذا عاقبوا الصبيان أفهموهم أخطاءهم حتّى لا يعودوا إليها إن العقاب يأتي بعد الخطأ ولكنّك تعاقب هؤلاء قبل فعل أيّ شيء، بدون سبب وبدون ذنب وهل هناك جرم ارتكبه من يولد أعمى أو مشلولا؟
يا ربّ أليس المنتحر شخص تخلّى عن وجوده الذي منحته له وغير راغب فيه؟ أليس من حقّه أن يحاسبك على وجوده بدون استشارته؟ ألست أنت المسؤول عمّن انتحر؟
يا ربّ إنّ هذا الوجود بالشكل الذي هو موجود به هو إهانة لجلالتك وشقاء لنا.
يا ربّ إن وضعنا يدعو إلى الرّثاء فبحثنا عن السعادة كبحث أعمى عن قطّة سوداء في ظلام دامس.
إن ما هو موجود من مصائب هو باب للكفر لا للإيمان. إن العقل لا يقبل إلاها جامدا أخرسا تنتهك الحرمات باسمه ولا يحرّك ساكنا ولا يدافع عن قيم العدل والاستقامة والمساواة.
يا ربّ إن كنت موجودا فاستمع لرجائي، وإن كنت غير موجود... آه ومن أخاطب إن كان غير موجود؟ وممن أشتكي ولمن أشتكي؟ وهل سيكون للوجود معنى بدون إله؟
في عدم وجوده مصيبة وفي وجوده لم تلغ المصائب... لم أعد أفهم شيئا... ارحمني يا من في يدك الرّحمة.
إنّ ما يتعرّض له البعض هو فوق طاقة احتمال أجسادهم وفوق طاقة احتمال عقولنا. صلب وذبح ورجم وشنق وخنق وتقطيع أوصال وبقر للبطون وجدع للأنوف وسمل للعيون... ماذا أقول؟...... وماذا أعدّد؟.....
هل يعقل يا ربّ أن تسمح بحصول ما حصل ويحصل؟ كيف يحصل هذا فوق أرضك ولا تحرّك ساكنا وكأنّ لا علم لك بذلك؟ أنت الإله الربّ العادل الذي لا تخفى عليه خافية فكيف تسمح بحصول ذلك؟ كيف تسمح بأن يداس الضعيف تحت قدم القوّي؟ كيف تسمح بأن يتفنّن الظالم في تعذيب البريء وقد بلغ صراخه عنان السّماء؟
لا تقل لي يا ربّ إنّك سمحت بذلك من أجل الاختبار والثواب والعقاب. أرجوك!... ليذهب الاختبار إلى الجحيم أمام ما هو حاصل. هل يعقل يا ربّ أن تنصّب معتوها قائدا لتزجّ به بعد ذلك في جهنّم؟ لكن بعد ماذا؟ بعد أن قتل وشرّد وذبح وعذّب الآلاف؟ تضحّي بالآلاف من أجل اختبار مسؤولية شخص؟ أيّة حكمة يا ربّ في ذلك؟ هل يعقل أن تعطي لمجنون سلاحا وتنتظر ماذا سيحصل وكأنّك لا تعرف ما سيكون؟ إذا سمحت بحصول ما حصل من أجل الاختبار... فاسمح لي يا ربّ أن أقول لك إنّها مهزلة! هل كلّ هذا الهرج والمرج من أجل الاختبار؟ لماذا لم تتكرّم علينا بدخول الجنّة وتريحنا من هذا الشقاء وتريح نفسك من عقابنا؟ أي ضير في ذلك؟ ماذا ستخسر لو تكرّمت وفعلتها؟
يا ربّ نحن جهلة، فأرفق بحالنا وانظر إلينا نظرة الأب الرّحيم لأبنائه القصّر ولا تعاندنا فنحن صنعة يديك... يا ربّ إن الحيوان القويّ يحنّ على الحيوان الضعيف ولا يأكله بل يدافع عنه... فهل ستعلّمك مخلوقاتك ما يجب عليك فعله؟ يا ربّ كيف تعجز عن إيجاد أفضل ممّا هو موجود؟
ولكن لماذا استغرب من صمتك على ظلم الإنسان للإنسان... والحال أن هناك ظلم آخر أنت المسؤول عنه إن لم أقل المتسبّب فيه:
ماذا تسمّي موت امرأة حامل في عسر ولادة وهي تقدّم للعالم صنعة يديك وما يشهد بعظمتك؟
ماذا تسمّي ولادة البعض عميانا وصمّا وبكما؟
ماذا تسمّي لدغ حيّة لشابّ جميل يستعدّ للزواج، فيغدو جثّة هامدة وتفجع أمّا في فلذة كبدها وخطيبة في فارس أحلامها؟
أي ذنب اقترفه الأبناء حتّى يرثوا أمراضا كالسكر وضغط الدم وعدّة عاهات أخرى؟
أي ذنب ارتكبه الرّعاة الذين تجرفهم سيول الأمطار الغزيرة؟
بأيّ حق تحصد الزلازل مئات الأرواح في لحظات؟
بأيّ حقّ تحصد الأوبئة عشرات الأشخاص؟
أنا لا أفهم هذه الحكمة يا ربّ!
إذا كان السبب في هذه المصائب هو الشيطان ولست أنت فلماذا تخلق هذا الكائن اللعين؟ ألا يعتبر هذا الخلق بثّا للفوضى وتشجيعا على الجريمة؟
ثمّ أنا لا أفهم مجريات الاختبار وأحكامه مع هؤلاء المساكين الذين يولدون معاقين وعميانا وصمّا وبكما؟ إذا سلّمنا بأن هذه الإعاقة عقابا فلماذا يولد المعاق معاقبا ولم يفعل شيئا بعدُ؟
لا تقل هذه حكمة لا تفهمها. فخلقك لنا لا يعطيك الحقّ في أن تسوقنا كالنعاج. يا ربّ إن المربّين إذا عاقبوا الصبيان أفهموهم أخطاءهم حتّى لا يعودوا إليها إن العقاب يأتي بعد الخطأ ولكنّك تعاقب هؤلاء قبل فعل أيّ شيء، بدون سبب وبدون ذنب وهل هناك جرم ارتكبه من يولد أعمى أو مشلولا؟
يا ربّ أليس المنتحر شخص تخلّى عن وجوده الذي منحته له وغير راغب فيه؟ أليس من حقّه أن يحاسبك على وجوده بدون استشارته؟ ألست أنت المسؤول عمّن انتحر؟
يا ربّ إنّ هذا الوجود بالشكل الذي هو موجود به هو إهانة لجلالتك وشقاء لنا.
يا ربّ إن وضعنا يدعو إلى الرّثاء فبحثنا عن السعادة كبحث أعمى عن قطّة سوداء في ظلام دامس.
إن ما هو موجود من مصائب هو باب للكفر لا للإيمان. إن العقل لا يقبل إلاها جامدا أخرسا تنتهك الحرمات باسمه ولا يحرّك ساكنا ولا يدافع عن قيم العدل والاستقامة والمساواة.
يا ربّ إن كنت موجودا فاستمع لرجائي، وإن كنت غير موجود... آه ومن أخاطب إن كان غير موجود؟ وممن أشتكي ولمن أشتكي؟ وهل سيكون للوجود معنى بدون إله؟
في عدم وجوده مصيبة وفي وجوده لم تلغ المصائب... لم أعد أفهم شيئا... ارحمني يا من في يدك الرّحمة.