1)"أعظم عدوّ للمعرفة ليس الجهل بل وهم المعرفة"
ستيفن هاوكنڨ(physicien Britannique 8/1/1942) Stephen Hawking
في هذه
القولة ينفي هاوكنڨ أمرا ويثبت آخر. وما ينفيه هو الرأي الذي يقول إن أعظم عدوّ
للمعرفة هو الجهل. وما يثبته هو الرأي الذي يقول إن أعظم عدوّ للمعرفة هو وهم
المعرفة. وهذا يعني أن وهم المعرفة أخطر على الشخص من الجهل. فلماذا هذا النقد
الحادّ لوهم المعرفة ولماذا هذا الدّفاع عن الجهل؟
للإجابة
عن هذا السؤال، لنضبط معاني هذه المصطلحات الثلاثة أوّلا: المعرفة والجهل ووهم
المعرفة. المعرفة الحقّة أو اليقين هو الإطّلاع على المعروف بملابساته كما هو في
الواقع. بحيث يقدر العارف أن يفسّره للغير. أمّا الجهل فهو نقيض المعرفة. فالجاهل
بالظاهرة له أسئلة حولها لا تقابلها أجوبة. أمّا وهم المعرفة فهو امتلاك معرفة
خاطئة أي معلومات لا تنطبق على الظاهرة ولا تفسّرها كما هي عليه في الواقع.
لمّا
نرتّب هذه المصطلحات الثلاثة نجد أن المعرفة الصائبة أو اليقين يحتلّ الصدارة وهو
مطلوب، بينما الجهل ووهم المعرفة كلاهما سلبي ومنبوذ. ولكن أيّهما أكثر سلبية أو
خطورة على الشخص؟ يرى الكاتب أن وهم المعرفة أخطر من الجهل. والسبب هو أن الجاهل
له أسئلة لا تقابلها أجوبة ولذلك هو متعطّش للمعرفة. فهو كالطفل الصغير المسكون
بحبّ الإطلاع. لكن الحقيقة، ليس كلّ جاهل يرغب في المعرفة وفي هذه الحالة نقول عنه
بكلّ بساطة إنّه شخص جاهل متمسّك بجهله.
على نقيض العارف والجاهل يعتقد من يتوهّم أنّه يعرف، أنّه يمتلك معرفة
صائبة وليس في حاجة لأن يعرف. وهو بهذا الشكل يسجن نفسه في أوهامه ويظلّ يقاوم كلّ
رقيّ. هذا الشخص ليس فقط لا يعرف بل هو يقاوم أن يعرف معرفة السليمة. أليس الجهل
أرحم من وهم المعرفة!!!