2. نظرية المعرفة عند أفلاطون

ECRITS
0
                            حسن الولهازي (تونس) 


نظرية المعرفة عند أفلاطون

 

يضع أفلاطون في نظريته للمعرفة أربع مراحل:

I. مراحل المعرفة

1) الإحساس أول مراحل المعرفة

أ- الإحساس ذاتي

الإحساس la sensation (وهو يختلف عن الشعور le sentiment) هو ذلك الإنطباع الذي يحصل في النفس عند المواجهة بين الحواس الخمس والظواهر الطبيعية. فالإحساس معرفة ولكنّه معرفة مقترنة بالواقع ومتأتية عن طريق الحواس ويحرم منها من هو معاق. فمعرفة الألوان (أحمر، أصفر...) مثلها مثل معرفة الرّوائح (طيّبة، نتنة..) والطعوم (حلو، مرّ..) والأصوات (غناء، صفير..) الأجسام (خشنة، ملساء..) كلّها أحاسيس. ومعروف أن الأعمى لا يعرف الألوان والأصمّ لا يعرف الأصوات.

فهل الإحساس معرفة يعتدّ بها؟ وما هو موقف أفلاطون منها؟

 لا يمكن أن يكون الإحساس هو كلّ المعرفة لأنّه يقتصر على الظواهر المتغيّرة ولا يدرك الماهيات. يقول بروتاغوراس إن الإنسان هو مقياس كلّ شيء وإن ما يظهر لكلّ فرد هو عنده الحقيقة، ولكن هذا غير صحيح في نظر أفلاطون ولو كان ذلك صحيحا لكانت كلّ الآراء صادقة على السّواء المتناقض منها والمتضادّ واِمتنع الحكم كقولنا "إن شيئا هو كذا أو كذا". فهل يعقل أن تتعدّد الأحكام تجاه نفس الظاهرة؟ هل يعقل تجاه كمّية من الماء أن يحكم عليها شخص بأنّها باردة ويحكم عليها آخر بأنّها دافئة ويحكم عليها ثالث بأنّها حارّة؟ فالإحساس ذاتي ونسبي ويخضع لمزاج الشخص وحدّة حواسه.

ب- الإحساس خاطئ

إن الإحساس لا يصوّر لنا الأشياء كما هي عليه في الواقع. فنحن نرى الأشياء البعيدة صغيرة الحجم ونرى الظلّ ثابتا والعصا متكسّرة في الماء... ولكن الواقع هو عكس ذلك.

ج- الإحساس هو معرفة ظاهرية جزئية

كلّ حاسّة تقدّم إحساسات حول الأشياء ولكنّها إحساسات منفصلة. لكن الفكر هو الذي يحكم على الأشياء ويركّب الإحساسات. ولذلك بالفكر نعرف أن المشمشة الصفراء طازجة والمشمشة الخضراء نيّئة. فالفكر يجمع الإحساسات ويصدر الأحكام والحواس لا ترتقي لذلك. والدليل على ذلك أن العالم والعامّي يشتركان في الإحساس ويختلفان في العلم.

الإحساس إذا معرفة ظاهرية محدودة.

الإحساس يقف عند ظاهر الأشياء بينما العلم يعرف القوانين الثابتة ويتكهّن بالمستقبل. وهو أمر يتجاوز ما هو محسوس ومباشر.

2) الظنّ ثاني مراحل المعرفة

الظنّ أرقى من الإحساس لأنّ فيه اِستخداما للذهن وتجاوزا للمحسوس ولكن مشكلة الظنّ أنّه يتخّذ من موضوع الدراسة مناسبة لا لطرح خصائص الموضوع وإنّما لطرح موقف الدّارس منه. فعندما يقول شخص "أظنّ أن المطر سينزل غدا" فذلك يعني أنّه ليس متأكّدا ممّا يقول. فالظنّ هو حكم حسب ما يبدو للشخص الذي يظنّ. وبتعبير آخر هو حكم غير مؤسس على معطيات واقعية شاملة لذلك يضطرّ الشخص -مع نقص المعطيات- أن يدلي برأيه ويتمّم ذلك النقص فيقول لك "يبدو أن الأمر كذا" أو "أعتقد أن..."

هل المقصود بجمع المعطيات الواقعية الميدانية هو تثمين الإحساس والعودة للمرحلة الأولى؟ طبعا لا! إن المطلوب لتجاوز الظنّ هو ربط الظاهرة بعلّتها. ليس الظنّ هو العلم الذي تتوق إليه النفس إذ أنّه قد يكون صادقا وقد يكون كاذبا. بينما العلم صادق بالضرورة. وحتّى لو كان هذا الظنّ صادقا فليس هو بالعلم لأنّ العلم قائم على البرهان بينما الظنّ تخمين. وإذا صدق فإنّه يكون شبيها بالإلهام لا اِكتسابا عقليّا.

3) الاِستدلال ثالث مراحل المعرفة

إن المرحلة الأولى من المعرفة (الإحساس) والمرحلة الثانية (الظنّ) تحدّث عنهما أفلاطون لوجودهما عند الغير لكن لم يدعو إليهما لأنّه يرفضهما جملة وتفصيلا. العتبة الأولى للمعرفة الحقيقية أو الخطوة الأولى التي يجب اِكتسابها في المعرفة هي المعرفة الاستدلالية والتي نكتسبها بتعلّم الرياضيات لأنّ هذه المعرفة هي التي تهيّئ الذهن لمعرفة المثل ولذلك كتب أفلاطون على باب الأكاديمية " من لم يكن مهندسا لا يدخل علينا".

فهذه العلوم وأن كانت تبدأ من المحسوسات إلاّ أن موضوعاتها متميّزة عن المحسوسات. فالحساب ينطلق من الجزئيات ولكنّه يرتقي لفحص الأعداد، خواصها والعلاقات بينها. وتتحوّل هذه الأعداد إلى موضوع في حدّ ذاته بصرف النظر عن المحسوسات التي جاءت منها. وليست الهندسة مسحا للأراضي ولكنّها دراسة للأشكال الهندسية. فالرياضيات تضع الفكر أمام المعاني الكلّية والقوانين المجرّدة. هذه المعاني والقوانين تلبس المحسوس وتتكرّر في الجزئيات لذلك يمكن استخدام المحسوس لا كموضوع بل كواسطة لتنبيه المعاني الكلية المقابلة لها.

منهج العلوم الرياضية ليس التجريب أو التقيّد بما هو مادّي وإنّما هو منهج فرضي-استنتاجي méthode hypothético-déductive  ذلك المنهج الذي يضع مقدّمات ويستخرج منها نتائج. هذا المنهج يحرّر الفكر ويسمح له بإثبات فاعليته فيتخيّل أشكال هندسية غريبة عن الواقع ويكوّن مجوعات لامتناهية.

4) التعقّل رابع مرحلة من مراحل المعرفة

إن الأشياء في الواقع إمّا مادّية (طاولة، كرسيّ، قلم...) أو معنوية (حرية، عدالة، سعادة..) وسواء كانت هذه أو تلك، فإنّ الصورة المثالية أو الفكرة المجرّدة بالنسبة للأشياء المادية وكذلك بالنسبة للمعاني توجد في عالم المثل.

فالمثال بالنسبة للشيء المادّي هو الأسبق كما أنّه النموذج بالنسبة له. مثال هناك أسرّة في الواقع متفاوتة القيمة لكن السرير النموذج أو المثال هو فكرة لا يستطيع أي نجّار أو حدّاد أن يجسّدها مهما تفنّن في الصنع. فالمثال هو نموذج الجسم أو مثله الأعلى متحققة فيه كمالات النوع ولكنّها لا تتحقق في الأجسام إلا بشكل متفاوت.

وكما هناك مثال للشيء المادّي هناك أيضا مثل للمفاهيم التي في ذهن الإنسان. مثال في ذهن الإنسان كلّ منّا معنى للحرّية ولكن معنى الحرّية الحق أو المعنى اليقيني لها لا يوجد إلاّ في عالم المثل. كلّ المعاني في ذهن كلّ واحد منّا مختلفة عن المعاني لدى غيره لأن
 كلّ واحد منّا يشكّل معانيه حسب تكوينه وتجربته الحياتية لكن المعاني في عالم المثل ثابتة وكلّ معنى له تعريف واحد.

بالنسبة لأفلاطون المثال سابق في وجوده عن المحسوس بل أكثر من ذلك فإن الإله في صنعه للمحسوسات اقتاد بالمثل لذلك عُدّ الإله عند أفلاطون إلها صانعا un démiurge. وعلاقة المحسوسات بالمثل هي كما صوّرها أفلاطون في الكتاب السابع من الجمهورية كعلاقة الظلّ بالشيء الذي يمثّله. فالظلّ يصوّر الشيء الذي جاء منه لكن لا يرتقي إلى مستواه ولا يصبح مثله مثلما لا تصبح النسخة في قيمة الأصل. كذلك هي المحسوسات وكأنّها ظلّ للمثل. والمطلوب من الفيلسوف هو أن يرتقي من النسخة إلى الأصل ولا يقف عند النسخة ويتخذها حقيقة كما يفعل العامّي. إدراك المعاني الكلّية والماهيات الثابتة والصوّر المفارقة هو العلم الكلّي. وهذا العلم يدرك بالعقل والمجاهدة الفكرية والدأب على حياة التأمّل. ولسائل أن يسأل ما المنهج الذي يقود إلى هذا العالم؟

II. المنهج الجدلي: الجدل الصاعد والجدل النازل

الطريق إلى عالم المثل هو المنهج الحدلي أو الديالكتيكي. والديالكتيك نوعان صاعد ويكون بالاستقراء ونازل ويكون بالقسمة.

*- يعتمد الجدل الصاعد la dialectique ascendante الاستقراء l’induction هو انتقال الذهن من الجزئيات إلى الكلّي الذي يشملها. من تأمّل الجزئيات يقع استخلاص الصفات الجوهرية التي تربط هذه الجزئيات بعضها ببعض والتي تشكّل الماهية العامّة أو النوع l’espèce . مثال: لأنّ كلّ النّاس يفكّرون يمكن تجميعهم في نوع واحد هو النوع الإنساني. ولأن النوع الإنساني هو كائن حيّ مثله مثل الكلب والقطّ، فيمكن أن نجمع هذه الأنواع في مجموعة أشمل تسمّى جنسا le genre. ويمكن أن نجمع جنس الحيوان مع جنس النبات في جنس سام هو الكائن الحيّ. ذلك هو الاستقراء.

*- الحديث عن الجدل النازل la dialectique descendante يقتضي الإشارة إلى أن المثل عند أفلاطون مرتبة ترتيبا هرميّا. وفي قمّة الهرم ينتصب مثال الخير. يتمثّل الجدل النازل في النزول من أرفع مثال إلى أدناها والمنهج المستخدم في ذلك هو القسمة. تستخرج القسمة من الجنس نوعين أو ثلاثة. وتستخرج من كلّ نوع صنفين أو ثلاثة حتّى تنتهي إلى البسائط. ومن المزالق في استخدام القسمة هو اعتبار المركب بسيطا والعرضي جوهري. والقسمة المثلى هي الثنائية، كأن تقول إن الفيزياء هي علم. والعلم نظري وعملي. والفيزياء هي علم نظري. والعلم النظري إمّا يرتكز على الاستقراء وإمّا يرتكز على المنطق. والفيزياء علم استقرائي. وهكذا نتدرّج من قسمة إلى أخرى حتّى نصل إلى التعريف الذي لا ينطبق إلاّ على الفيزياء.

لكن كيف تحوّل الجدل من حوار إلى منهج؟

الجدل من طريقة توليد إلى منهج بحث عن الحقيقة: يبدو أن ما جعل الجدل يكتسب قيمة عند أفلاطون هو الحركة السفسطائية. فمعروف أن الحركة السفسطائية هي حركة تدّعي أنّها تعلّم البيان أو بتعبير آخر تعلّم القدرة على الحديث في كلّ المواضيع. هذا الإدّعاء جعل خطابها أقرب إلى التمويه منه إلى الإصداح بالحقيقة. هذا الإدّعاء جعلها موضع إعجاب عند المتطفّلين على الحكمة ولكنّه موضع سخرية ونقد عند الفلاسفة ومنهم سقراط وأفلاطون. إن غاية الحوار عند السفسطائيين هو إقناع السفسطائي لمحاوره دون اعتبار للحقيقة. بينما الحوار عند أفلاطون هو اجتهاد مشترك بين المتحاورين لإدراك الحقيقة. في الحوار السفسطائي هناك المعلّم الذي هو السفسطائي وهناك الطلبة. بينما في الحوار السقراطي هناك تساوي في القيمة بين المتحاورين. يقول سقراط "أنا لا أعرف إلاّ شيئا واحدا هو أنّني لا أعرف شيئا". وحتّى طريقة التوليد la Maïeutique المستخدمة في الحوار السقراطي لا ترفع من قيمة سقراط فوق محاوريه. فلسقراط فضل التوليد وللطالب فضل الإصداح بالحقيقة تماما مثل القابلة التي لها فضل التوليد والمرأة الحامل لها فضل الإنجاب. وقد كان سقراط يشبّه نفسه بأمّه التي كانت قابلة.

 كيف انتقل أفلاطون من الجدلية كحوار (مرتبط بطريقة التوليد) إلى الجدلية كمنهج بحث عن الحقيقة؟ الواقع أن القاسم المشترك بين النوعين هو البحث عن الحقيقة. ولكن الفرق بينهما هو التالي: في الحوار هناك على الأقلّ شخصان يقوم كلّ واحد منهما مقام العقل الفاحص والناقد والمنبّه والمصحّح لما يقوله الآخر. وبالفعل من هذا التعارض تنبجس الحقيقة. هناك مسافة يقطعها المتحاوران أو المتحاورون بدايتها الجهل ونهايتها المعرفة. هذا الانتقال نجده أيضا في الجدلية كمنهج بحث، لكن حوار الفيلسوف هنا يكون مع المحسوسات ويحاورها بمفرده. ووظيفتها أن تنبّهه للحقيقة أو الفكرة الثابتة كأن ينتقل من الشيء الجميل إلى مفهوم الجمال ومن المصالح الشخصية إلى مفهوم العدالة. ولأنّ هناك ارتقاء من المحسوس إلى المفهوم سمّى أفلاطون هذا الارتقاء جدلا صاعدا

ولسائل أن يسأل لماذا وجد عالم المحسوسات أصلا طالما هو عالم ظلال وأوهام؟

III. خلق المحسوسات والجسد كعقاب

في نظر أفلاطون صنع الإله هذا العالم عمدا وليعاقب النفس الإنسانية. فقبل خلق هذا العالم المادّي كانت النفوس الإنسانية تحيا في عالم المثل مع الأفكار. فكلّ ما هناك روحي بحت (أرواح وأفكار). ولكن لذنب اقترفته النفس الإنسانية (ولا يذكر أفلاطون ما هو هذا الذنب) عاقبها الإله. وتمثّل هذا العقاب في أمرين:

1) خلق عالم مادّي أو بتعبير آخر تجسيد المثل في المادّة.

2) ربط الرّوح الإنسانية بالجسد.

أمّا كيف يعتبر خلق المحسوسات والجسد عقابا للإنسان فذلك تفسيره كالآتي:

أولا وجود الرّوح في الجسد سيجعلها مرتبطة به. فبعد أن كانت حرّة وحركتها تخضع لها، أصبحت خاضعة لحركة الجسد البطيئة وبعد أن كانت منشغلة بمطالبها الرّوحية البحتة أصبحت منشغلة بتحقيق حاجيات الجسد.

ثانيا  وجود المحسوسات سيجعل الإنسان ينظر إليها على أنّها مثلا وحقائق. وهكذا يبقى في مستوى الوهم. الفلاسفة فقط هم الذين يتجاوزون المحسوسات ويحتقرون الجسد ولا يهتمّون بمطالبه إلاّ قليلا.

ولسائل أن يسأل كيف يعرف الفيلسوف المثل والحال ليس بيننا وبين عالم المثل أو العالم المعقول أيّ اتصال؟

IV. المعرفة تذكّر والجهل نسيان

لم يكن أفلاطون ينظر للمعرفة  كما ننظر لها نحن اليوم. فالمعرفة  في نظره غير ممكنة. فإذا كان الإنسان يعلم فهو ليس في حاجة لأن يعلم. وإذا كان يجهل حقّا فمن المستحيل أن يعرف، وسيكون كالحيوان وهل يفيد تعليم الحيوان؟

كيف أمكن للإنسان أن يعرف إذا؟

لأنّ النفس كانت في عالم المثل، فقد اكتسبت المعرفة بشكل فطري. ولكن إنزالها إلى الواقع المحسوس جعلها تنسى ما عرفته في ذلك العالم وهذا هو حال العامّي. فالعامّي تسكنه معرفة الحقيقة مثله مثل الفيلسوف ولكنّه نسي ما عرفه في عالم المثل بفعل المشاغل اليومية. الفيلسوف فقط هو الذي يتذكّر ما كان يعرفه في عالم المثل. فهو لا يكتشف الحقائق عن جهل وإنّما يتذكّر ما كان يعرف. ولو لم يكن يعرف لما عرف. لذلك يعتبر أفلاطون أن المعرفة تذكّر والجهل نسيان.

تعليق على نظرية المثل عند أفلاطون

1) تواجه نظرية المثل عدّة صعوبات أو إحراجات وأفلاطون نفسه كان واعيا بذلك. فهو يرى أن المنطق يفرض عليه أن يضع مثلا لمعاني العلاقات من قبيل المشابهة والكثير والقليل... ولكنه يجد حرجا في ذلك لأنّ هذه المعاني تشير لعلاقات بين الأشياء وليست هي في حدّ ذاتها أشياء. كما يذكر أفلاطون أنّه يجد من الغرابة بمكان أن يكون هناك في عالم المثل، مثل للوحل والوسخ وسائر الأشياء الحقيرة.

2) يقول أفلاطون أن النفوس كانت في عالم المثل ثمّ أُنزلت إلى العالم الأرضي ولكن هذا الكلام ينطبق على تلك النفوس التي كانت موجودة بالفعل، فكيف الحديث عن النفوس ولدت على الأرض؟ أم أنّها وجدت هي أيضا في عالم المثل ثمّ التحقت بالأرض؟ هل هناك تناسخ للأرواح؟

3) القول إن النفس كانت في عالم المثل ثمّ ارتكبت خطأ فعوقبت بإنزالها إلى الواقع المادّي يبدو أنّه الأساس لما ستذكره الأديان لاحقا حول إخراج آدم وحوّاء من الجنّة نتيجة أكلهما من الشجرة المحرّمة.

4) ثمّ هل أن مجموعة الأشياء المتشابهة في ما بينها ولتكن مثلا "أسرّة" فهل هذه الأسرّة لها مثال واحد تحاكيه هو "السرير المثالي" أم لكلّ سرير واقعي مثاله الخاصّ به؟

  

 

Tags

Enregistrer un commentaire

0Commentaires

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*

To Top