حمّى الوجود
*أين كنتَ؟
- كنتُ في ملجأ الرحمة أدفع شهوة الحياة مع من بصق عليهم القدر فجاؤوا ليشكروه على قسوته.
*وما هي جريمتك حتى تطلب الرحمة؟
- لقد وُجدتُ.
*و لكن كيف تحملُ وزْرَ وجود لست أنتَ السبب فيه؟
- "لبستُ ثوب العيش لم أُستشر"وعُوقبتُ مع من حضر. الواجبات تكبّلنا والمحرّمات تحاصرنا.
*عليك بالنسيان.
- تمنّيت لو كنتُ أقدرُ على تجاوز ذاكرتي.
*ماذا تقول عن الذي يطلب تجاوز ذاكرته؟
- مُحْيٍ لها بطلبه إعدامها. كلّما حاول أن ينسى يتذكّر أنّه يحاول أن ينسى فلا ينسى.
*هل تخشى الموت؟
- نعم خشية الشيطان من النظافة.
*هل لك أمل في السعادة؟
- السعادة...أملي فيها كأمل المحكوم عليه بالإعدام. فمن دَمِسَتْ نفسه شقّ عليه النور.