التمرين 19: هل يمكن للعلم أن يأخذ مكان الفلسفة اليوم؟ ما هي أبعاد هذا السؤال؟

ECRITS
0

                                              حسن الولـهازي (تونس)

التمرين 19: هل يمكن للعلم أن يأخذ مكان الفلسفة اليوم؟ ما هي أبعاد هذا السؤال؟

ملاحظة: المطلوب ليس الاجابة عن السؤال وإنّما الحديث في أبعاده. وكلمة أبعاد تفهم هنا في معنى القضايا التي يشير إليها هذا السؤال.

أن نطرح هذا السؤال معناه أنّنا نشير إلى نجاح العلم وفشل الفلسفة. نجاح العلم في اكتشاف عديد الحقائق و القوانين وتحسين ظروف حياة الإنسان المادّية وفشل الفلسفة في الوصول إلى حقائق ثابتة يمكن أن يُعتدّ بها. فالفلسفة كما تتجلّى من خلال تاريخها ليست أكثر من بحوث نظرية ظلّت تجترّ نفس القضايا يقوم بها فلاسفة يناقضون بعضهم البعض. نجاح العلم وفشل الفلسفة هو الذي دفع البعض إلى التساؤل "هل يمكن للعلم أن يأخذ مكان الفلسفة اليوم؟" وما يبرّر هذا التساؤل ليس فقط نجاح العلم وفشل الفلسفة، بل إن هناك عديد القضايا التي عالجتها الفلسفة قديما وتحوّلت إلى العلوم الطبيعية (الزمن، الحركة، المادّة....) أو العلوم الإنسانية (الوعي، اللاوعي، الاجتماع، الدولة، التاريخ...). فالفلسفة كانت تُفهم في معنى المعرفة الشاملة. فالفيلسوف كان يكتب في مواضيع عديدة ماورائية، فيزيائية، فلكية، منطقية... ابن سينا كتب في الفيزياء والماورائيات والطبّ كما كان شاعرا. واضح أن هناك عديد البحوث خرجت من الفلسفة نهائيا (مثل الطبّ) فهل يخرج ما بقى للفلسفة اليوم إلى العلم في يوم ما؟


Enregistrer un commentaire

0Commentaires

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*

To Top