مخاطر
الوعي بالذات عند لويس لافال
النصّ: الأنانية كنتيجة ممكنة للوعي بالذات
المؤلف: لويس
لافال (1883-1951) فرنسي
الكتاب: L’erreur
de Narcisse p20 - 21
الأنانية كنيتجة ممكنة للوعي بالذات
"في الوقت الذي أكتشف فيه ذاتي كائنا يحسّ و يفكّر
ويعمل هناك أنانية تولّد العمى. وهذا العمى لا يُظهر الآخرين إلاّ كموضوعات ينبغي
أن أصفها أو أدوات أستطيع أن أستخدمها. لا يجب إذا أن نستغرب من أن الذي يعرف كلّ
شيء في ذاته، لا يتعرّف على نفسه، ولا حتّى لأسباب في اتجاه مناقض، كلّ فرد يظلّ
مجهولا في نفس الآن من قبل نفسه ومن قبل الآخرين.
إن أصعب الأمور في علاقتنا بالكائنات الأخرى وهو ربّما
ما يبدو الأكثر بساطة: أن نقرّ بهذا الوجود الخاص الذي يجعل الآخرين نظراء لنا،
ومع ذلك مختلفين عنّا أي أن نقرّ بأنّه يكمن فيهم حضور مبادرة وحرية وملكات
تخصّهم. ويتعيّن علينا أن نساعدهم على تحقيقها بدل أن نحسدهم عليها أو أن نطوّعها
حتّى تطابق ملكاتنا. فذلك هو القول الأوّل في الإحسان، ولعلّه القول الأخير. هنا
بالنسبة لنا المعنى الأوّل للفظة الإحسان و ربّما هو الأخير."
لويس لافال (فرنسي:1883 – 1951): خطأ نرسيس
Mais l’égoïsme produit un aveuglement qui, au moment
où je découvre en
moi un être qui sent, qui pense et qui agit, ne laisse
paraître chez les autres que
des objets que je dois décrire ou des instruments dont
je puis me servir. Il ne faut
donc pas s’étonner que celui qui connaît toute chose
en lui ne se connaisse pas
lui-même, ni même que, pour des raisons de sens
contraire, chacun demeure
inconnu à la fois de lui et des autres.
Le plus difficile dans nos relations avec les autres
êtres, c’est ce qui para ît
peut-être le plus simple : c’est de reconnaître cette
existence propre, qui les fait
semblables à nous et pourtant différents de nous,
cette présence en eux d’une
individualité unique et irremplaçable, d’une
initiative et d’une liberté, d’une
vocation qui leur appartient et que nous devons les
aider à réaliser, au lieu de nous
en montrer jaloux, ou de l’infléchir pour la conformer
à la nôtre. C’est là pour
nous le premier mot de la charité, et
peut-être aussi le dernier.
LOUIS LAVELLE — L’erreur de Narcisse p20. 21
الأسئلة:
1. حدّد الأطروحة المثبتة في النصّ.
2. وضّح كيف يكون الآخر نظيرا لنا ومختلفا عنّي في نفس
الوقت؟
3. هل يمكننا الانقطاع عن موضعة الآخرين واستخدامهم؟
الأجوبـــــة
1. أطروحة الكاتب:
الاعتراف بالآخرين كنظراء لنا ومختلفين عنّا في نفس الوقت والكفّ عن موضعتهم
واستخدامهم وهذا هو المعنى الأوّل للإحسان.
الإحسان(La charité ) : هو فعل الخير للآخرين
2. هناك جملة من
الخصائص مشتركة بين كلّ الناس ومن أجلها نفرّقهم عن بقية الكائنات الأخرى كالقردة
والكلاب... من بين هذه الخصائص نجد الوعي، شكل القامة الجسدية، النطق بلغة... لكن عندما
ندقّق في هذه الخصائص نجد اختلافات بين النّاس، صحيح كلّ شخص ناطق أو معبّر
بالنسبة للصمّ و البكم ولكن لكلّ فرد طريقته في التعبير وطريقته في التفكير و
همومه و مشاغله و حياته النفسية الخاصّة وكذلك هو جسد يخصّه بمواصفات معيّنة. فكلّ
فرد يشترك مع أفراد نوعه في جملة من الخصائص ولكنّه يتفرّد في اكتسابها والتعبير
عنها ولهذا نتحدّث عن إنّية خاصّة وجسد خاص كما يقول مارلو بونتي.
3. طبعا يمكننا أن
ننقطع عن موضعة الآخرين و استخدامهم. وليس فقط يمكننا ذلك بل يجب أن ننقطع عن ذلك،
لأنّ موضعة الآخرين واستخدامهم هو احتقار له وتشيئتهم (أي تحويلهم إلى أشياء)، وما
نقوم به تجاه الآخرين، يقوم به اللآخرون تجاهنا. فإذا اتّصفنا نحن بالكبرياء و الغرور
والتعالي والأنانية، واجهنا الآخرون بنفس المشاعر. بحيث تتعطّل مصالح الجميع. لذلك
من مصلحة الفرد أن يكون رفيقا، متسامحا خدوما لغيره. والعيش مع الآخرين يحتّم
ضرورة العيش من أجل الآخرين كما يرى ذلك أوغست كونت (Auguste Comte ). فالفرد في نهاية المطاف يخدم نفسه عندما يخدم
غيره. وأفضل ما نقوم به تجاههم هو أن نسمح لهم بأن يطوّروا ذواتهم. فنسمح لهم بالمبادرة والاكتشاف
والعمل بكلّ حرية ونخفّف عنّهم النقد ونكفّ عن التجريح المولّد للإحباط. فالإحسان
ليس فقط في التصدّق على المتسوّل ومساعدة الأعمى على قطع الطريق، فمساعدة الغير
على أن يكون ما يريد هو أيضا من الإحسان وربّما أفضل إحسان لأنّ النقد المحْبِـط
يدمّر كلّ شيء.