التمرين7: ما هي الأفكار التي يستبعدها مبدأ الفلسفة الوجودية "الوجود يسبق الماهية"؟

ECRITS
0

                                                    حسن الولـهازي (تونس)

التمرين7: ما هي الأفكار التي يستبعدها مبدأ الفلسفة الوجودية "الوجود يسبق الماهية"؟


1.هذا المبدأ يستبعد التحديد الطبيعي أو المسبق لماهية الإنسان. فبخلاف الأشياء المادية التي تسبق ماهيتها وجودَها، يسبق وجود الإنسان ماهيته. فالشيء قبل أن يوجد فعليا يوجد كفكرة في ذهن صانعه تُحدّد الغاية من صنعه. هذه الفكرة هي ماهية أو جوهرا essence قبل أن تتجسّد وتصبح وجودا existence. مثال: النجّار قبل أن يصنع سريرا، يحدّد صورته في ذهنه، فيضبط طوله وعرضه وارتفاعه.... ثمّ يصنعه بعد ذلك. على نقيض ذلك فإنّ الكائن الوحيد في هذا العالم الذي يوجد أوّلا بلا ماهية ثم تتحدّد ماهيته لاحقا هو الإنسان. والمقصود بالماهية هنا هي شخصيته بما تحمله من مواقف ومعارف وميول.... هذه الشخصية تتحدّد لاحقا عبر الزمن. من المستحيل أن نتكهّن بما سيكون عليه الفرد عند ولادته أي لا نعرف هل سيكون ذكيا أم غبيّا، متفائلا أم متشائما، رحيما أم متغطرسا، عبقريا أم شخصا عاديا.... وكوننا لا نعرف هذه الماهية لا يعني أنّها هي موجودة ونحن نجهلها بل المقصود أنّها لا توجد أصلا وإنّما تتشكّل تدريجيا عبر الزمن. هذا الافتقار للتحديد الطبيعي يعني إمكانية التحديد الذاتي فغياب الطبيعة يعوّض بحضور الحرية. يقول سارتر "لقد حُكم علينا بالحرية". ليس أمامنا خيار. لقد قذف بنا في هذا العالم وعلى كلّ فرد أن يخلق ماهيته بنفسه.


2. يستبعد هذا المبدأ كلّ الأعذار الواهية التي يعتمد عليها كلّ فاشل في حياته ليبرّر فشله. كالأعذار المبينة على الدين كالقول أن "هذا ما كتبه الله لي" أو المبنية على الظروف كالقول "حاولت ولكن كانت الظروف صعبة"... هذه الأعذار وغيرها هي في نظر الفلسفة الوجودية مرفوضة. كلّ فرد مسؤول عن كلّ نجاح يحقّقه أو فشل يصيبه أي هو مسؤول عن ماهيته. يُعتبر هذا الموقف للفلسفة الوجودية نتيجة منطقية لمبدأ "الوجود يسبق الماهية". فطالما أنّه يولد بدون ماهية مسبقة وبالتالي هو حرّ، إذا فهو مسؤول عمّا يكون عليه.

Enregistrer un commentaire

0Commentaires

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*

To Top