التمرين 16: قيل "إن حدود القوّة من حدود الحقّ ذاته". اكشف عن مسلّمة ضمنية لهذا القول.

ECRITS
0

                                                     حسن الولـهازي (تونس)

التمرين 16: قيل "إن حدود القوّة من حدود الحقّ ذاته". اكشف عن مسلّمة ضمنية لهذا القول.

فهم التمرين:

هذه القولة ليست مطروحة بشكل جيّد. فواضعها يقصد أمرا لم يحسن التعبير عنه. فالمقصود من القولة أن مشروعية استخدام القوّة محدودة بالحق ذاته. وليست مشروعة على أساس آخر. فعندما يستخدم الشرطي القوّة ٌ لافتكاك المسروق من السارق وإرجاعه لصاحبه فهذا استخدام مشروع للقوّة ونقول إن الحق معه في ذلك لأنّ القانون والعرف والأخلاق تقرّ ذلك. بينما استخدام السارق للقوّة لافتكاك متاع الغير هو جريمة. إذا استخدمنا القوّة في بعدها المعنوي كقولنا قوّة حجّة، قوّة فكرة... يظلّ الحق دائما هو المحددّ لمشروعية قوّتها. طبعا يكون الحقّ مستمدّ هنا من العقل و المنطق. فالحجّة السخيفة لا يمكن أن تكون قوية أو مشروعة.

إذا أخذنا القولة بمعزل عن فكرة المشروعية أصبحت الجملة غير مفهومة. لأنّ القوّة بمعزل عن الشرائع والقوانين لا تحدّد إلاّ بصاحبها. فإن كان هو جبّار كانت القوّة فعّالة وإن كان هزيلا كانت القوّة ضعيفة. الموضوع لا يتناول القوّة ولكن استخدام القوّة. وبالتحديد متى يكون استخدام القوّة مشروعا ومتى يكون ظلما.

خلاصة القول الطرح السليم لهذه القولة هو "قيل إن استخدام القوّة محدود بالحق ذاته". هكذا يجب أن تفهم.

معالجة التمرين:

ـ الفكرة التي يستبطنها صاحب القولة والتي انطلق منها ليقول قولته هو أن استخدام القوّة لا يخضع لمزاج مستخدمها أو رغبته أو ميوله وإنّما يضبطها الحق أو "ما يجب" المتمثّل في القانون أو العقل أو العلم. بتعبير آخر أساس مشروعية استخدام القوّة يخرج أو يتجاوز مستخدمَها. مستخدم القّوّة هو مجرّد وسيلة أو أداة لتفيذ الحق أو ما يجب. وتبعا لذلك ليس كلّ استخدام للقوّة هو ظلم. فالقبض على القاتل وجرّه إلى السجن ليس ظلما له. فالحق هو أن يُسجن. فقد تستخدم القوّة لإقامة العدل واسترداد الحقوق.

Enregistrer un commentaire

0Commentaires

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*

To Top