التمرين 17: لمّا كان سقراط يتناقش مع تلاميذه إذ بشخص يُقبل عليهم

ECRITS
0

                                                     حسن الولـهازي (تونس)

التمرين 17: لمّا كان سقراط يتناقش مع تلاميذه إذ بشخص يُقبل عليهم يتبختر في مشيته، مزهوا بنفسه، وسيمًا في شكله فنظر إليه سقراط مطوّلا وقال له "تكلّم حتّى أراك". استخرج مسلّمتين ضمنيتين في هذا القول ؟

أوّلا وقبل كلّ شيء المقصود بـ "تكلّم حتّى أراك" هو التالي: يريد سقراط أن يبيّن لهذا الشخص أنّه لا يغترّ بالمظاهر ولا يعني أنّ له قيمة لمجرّد أنّه يلبس لباسا فاخرا. فقيمة الشخص بروحه وبما تحويه من معارف لا بمظهره الأنيق. لذلك يطلب منه أن يتكلّم أي أن يعبّر عمّا في روحه حتّى يحكم عليه حكما صحيحا. فطالما لم يتكلّم فهو كتلة غير واضحة الملامح.

المسلّمة الأولى: الاعتقاد أن الكلام يكشف عن حقيقة الإنية. فهو  يفصح عن أفكار ومشاعر و مواقف صاحبه. باختصار الكلام يكشف عن شخصية المتكلّم.

المسلّمة الثانية: الاعتقاد في أن ماهية الفرد أو حقيقته غير مرتبطة بمظهره فالماهية مرتبطة بالروح لا بالجسد ولا باللباس. فقد تسكن في الجسم الجميل روح خبيثة وتسكن في الجسم القبيح روح حكيمة. باختصار لا يمكن أن نحكم على شخص ما بمجرّد النظر لمظهره.

 "تكلّم حتّى أراك" جملة تكتب بماء الذهب. لله درّك يا سقراط! كم أنت عظيم!

Enregistrer un commentaire

0Commentaires

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*

To Top